<script src='http://img703.imageshack.us/shareable/?i=hwades19620111318.jpg&p=tl' type='text/javascript'></script><noscript>
</noscript>
لولا جدية الأمر لكان من الأجدي والأوقع نشر هذه المأساة في أبواب الغرائب والعجائب, فقد فوجئنا بهول الصدمة التي سببتها لنا حكاية الآنسة العجوز.
حيث رن هاتف المكتب وإذا بمكتب الأمن بمبني الأهرام يخبرنا بأن هناك سيدة عجوزا بصحبة شقيقها حضرا من الإسماعيلية لمقابلة أي من الصحفيين لعرض مشكلة أسرتهما..
وعندما استقبلناهما كانت ملامحهما توحي بتعرضهما لظلم شديد وقهر واضح ينطق به عبوس وجهيهما وذبول أعينهما وانحناء ظهريهما.
كمية كبيرة من الأوراق تحملها السيدة اعتماد محمد محمود الكشوطي التي تجاوزت الستين, والأوراق عبارة عن مناشدات وقصاصات لمناشدات للنائب العام ووزير الداخلية, وعندما سألناها هي وشقيقها حمدي الذي يكبرها بنحو عام, بدأت في سرد مأساتها قائلة: بدأت مأساتنا أنا وأخوتي بعد وفاة والدتي فاطمة علي أحمد والتي إشترت منزلا مساحته625 مترا بسعر400 جنيه للمتر في القنطرة شرق بالإسماعيلية في منطقة عزبة ناصر من فتحي إبراهيم حسن بموجب عقد بيع مؤرخ في يوم24 يوليو عام1993, وبعد شرائه قامت والدتنا ببناء منزل من طابق واحد بما كانت تدخره حينها من أموال علي قطعة الأرض, ولكن ولأن المنزل يقع في محاذاة قناة السويس ويحتل موقعا متميزا, بدأت أعين مافيا الأراضي تترصده. وكانت البداية بعرض شراء المنزل من أحد جيراننا الذي بدأ يساومنا ويعرض مبالغ زهيدة إلا اننا قابلنا عرضه بالرفض التام حتي بعد أن رفع السعر لأنه لم يكن يتناسب مطلقا مع الأسعار المعروضة في السوق.
ومن هنا بدأت المطاردة والتطفيش التي قادها مجموعة من البلطجية المأجورين من قبل بعض المسئولين الكبار في النظام السابق, بالشراكة مع بعض رجال الأعمال الفاسدين, حيث كونوا مافيا منظمة للاستيلاء علي الأراضي الواقعة بمحاذاة مجري القناة.
وكانت البداية ببلاغات متعددة تتهم اعتماد وأخوتها بالاعتداء علي أشخاص مجهولين, والغريب في الأمر أن أحد هؤلاء الضحايا المزعومين واسمه فتحي إبراهيم كان ميتا, الأمر الذي أثار استغراب الجميع في البداية فكيف يحرر مجهول محاضر ضدك وأنت لا تعرفه أو تقابله يوما في حياتك؟! ولكن تلاشت تلك الدهشة بمجرد ظهور أحد الأشخاص الذي وصف نفسه بفاعل الخير لهم والذي أخبر اعتماد واخوتها بالمخطط الذي يحاك لهم ونصحهم بترك المنزل لمن يرد شراءه.
ولكن ـ ورغم تحذير فاعل الخير ـ لم تتراجع الأسرة عن موقفها ورفضت كل العروض سواء بالترغيب أو الترهيب, وهو ما أدي إلي تعرضهم للأخطار التي كادت تودي بحياتهم جميعا, وأودت بالفعل بحياة أحد افراد الأسرة.
وتقول اعتماد: بدأ فتحي إبراهيم( الميت) في مطاردتنا, حيث اتهم والدتي بالتعدي علي إبنته زينب البالغة من العمر6 سنوات, ولم تكن تلك الدعوي هي بداية المشاكل بل حرر أيضا محاضر أرقام300 لسنة1994, و63 لسنة1995, و562 لسنة1994, والمحضر رقم1141 لسنة1997, وأخيرا المحضر رقم997 لسنة1998, واكتشفت اعتماد أن محرر كل هذه المحاضر المرحوم فتحي الذي توفي في بداية عام1994 والذي حدث هو أن شخصا من البلطجية المأجورين من مافيا الأراضي قام بالاستيلاء علي بطاقة المتوفي الورقية ووضع صورته بدلا منها ليقوم بتحرير المحاضر ضدي, ولم ينته الأمر عند ذلك ولكن بدأ البلطجية في الاعتداء علينا, حيث بدأوا بأخي ـ والحديث لاعتماد ـ حمدي وأحدثوا به عاهة مستديمة وقتلوا شقيقتي نعمة في عام2000 بعد أن قذفوها بماء النار, ورغم تقدمي بعدة شكاوي لأكثر من جهة بداية بوزيري الداخلية والعدل ونهاية بالنائب العام ورئاسة الجمهورية وكل الجهات, إلا اننا لم نر شيئا منهم جميعا, وكأن العالم كله يتآمر علينا, ويشارك المافيا في اقتسام غنائم محاربة الفقراء. ورغم الوعود المتكررة من مكتب النائب العام بحل المشكلة, إلا أنها مازالت معقدة, وقد أجبرنا الإرهاب الذي مارسه ضدنا البلطجية بالأسلحة النارية والبيضاء علي ترك المنزل هائمين علي وجوهنا مشردين في شوارع القنطرة.
وتضيف اعتماد أنه رغم حصولنا علي أحكام نهائية من محكمة الإسماعيلية بالتمكن من المنزل إلا أن البلطجية أتوا إلي المنزل وهاجمونا بالطوب والشوم واستولوا علي أثاث ومحتويات المنزل وطردونا بالقوة بعد أن أصابوا أخي وأصابوني بكسر في الفك اثر رشقنا بالحجارة, كما أزالوا عداد المياه ليثبتوا عدم دخول المياه له رغم أننا كنا نسدد الفواتير شهريا. ونحن الآن في انتظار قرار من النائب العام الدكتور عبدالمجيد محمود لكي ينصفنا ويرفع الظلم عنا.
الأهرام المسائى